. ثورة 14 تموز
حدثت ثورة 14 يوليو والمعروفة أيضاً باسم الانقلاب العراقي 1958 في 14 يوليو 1958 في العراق وأسفرت عن الإطاحة بالنظام الملكي الهاشمي في العراق الذي أقامه الملك فيصل الأول عام 1921 بالرعاية البريطانيين وأعدم الجيش الملك فيصل الثاني والأمير عبد الإله ورئيس الوزراء نوري السعيد
معلومات الثورة
تاريخ : 14 تموز 1958 ميلادي
موقع : عراق
نتيجة :
انتصار الضباط الاحرار
الاطاحة بالحكم الملكي العراقي
اعدام الملك فيصل الثاني وعائلته والامير عبد الاله
نهاية السلالة الهاشمية بالعراق
نهاية الاتحاد العربي (العراق والاردن)
تاسيس جمهورية العراق
المتحاربون
ضباط احرار مملكة العراق
لواء التاسع عشر حرس الملكي العراقي
لواء العشرون دعم من مملكة الاردن
القادة
عبد الكريم قاسم ملك فيصل الثاني (انقتل)
عبد السلام عارف عبد الاله (انقتل)
محمد نجيب الربيعي نوري سعيد (انقتل)
القوة
مجهول 15.000 جندي
الخسائر
مقتل 3 مواطنين امريكيين
مقتل عدد المسؤوليين الاردنيين
الاجمالي : 100 شخص
معلومات اضافية
نتيجة إطاحة سلالة العراقية الهاشمية تم تاسيس الجمهورية العراقية وأنهى الانقلاب الاتحاد العربي الهاشمي بين العراق والأردن الذي كان قد تأسس قبل ستة أشهر فقط استولى عبد الكريم قاسم على السلطة كالرئيس للوزراء حتى عام 1963 عندما أطيح به وقتل في ثورة رمضان
الظلم ما قبل الثورة
الاضطرابات الاقليمية
خلال الحرب العالمية الثانية كان العراق موطنا لعدد متزايد من القوميين العرب كانوا يهدفون جزئياً إلى إزالة النفوذ الإمبراطوري البريطاني في العراق نما هذا الشعور من نظام تعليمي مسيّس في العراق وطبقة وسطى حازمة ومتعلمة بالشكل متزايد عملت المدارس كأدوات لاستيعاب الهوية القومية العربية حيث كان قادة ومصممي النظام التعليمي العراقي في عشرينيات وثلاثينيات القرن الماضي قوميين غرباً قدموا مساهمة كبيرة في توسيع تلك الأيديولوجية في العراق أيضاً كبقية العالم العربي مديراً النظام التربوي في العراق سامي شوكت وفاضل الجمل وظّفوا مدرسين من اللاجئين السياسيين من فلسطين وسوريا فر هؤلاء المنفيون إلى العراق بسبب أدوارهم في الاحتجاجات المناهضة لبريطانيا وفرنسا وبالتالي عززوا الوعي القومي العربي في طلابهم العراقيين أدى الوعي العام المتزايد بالهوية العربية إلى معاداة الإمبريالية
وبالمثل نمت المشاعر القومية العربية في جميع أنحاء العالم العربي وتم الترويج لها من قبل المصري جمال عبد الناصر وهو سياسي صاعد ومعارض قوي للإمبريالية كما واجه العراق الهاشمي هذه المشاعر وواجهها كان نوري السعيد رئيس الوزراء العراقي خلال معظم الثلاثينيات والأربعينيات والخمسينيات من القرن الماضي مهتماً بمتابعة فكرة اتحاد الدول العربية للهلال الخصيب لكنه كان أقل حماساً تجاه الدولة العربية أحضر آل سعيد العراق إلى جامعة الدول العربية في عام 1944 معتبراً إياه منتدى لجمع بين الدول العربية مع ترك الباب مفتوحاً أمام اتحاد مستقبلي محتمل كرس ميثاق الجامعة مبدأ الحكم الذاتي لكل دولة عربية وأشار إلى القومية العربية فقط بالشكل خطابي
المناخ الاقتصادي
سقط الاقتصاد العراقي في حالة ركود ثم كساد في أعقاب الحرب العالمية الثانية كان التضخم خارج عن السيطرة وانخفض مستوى المعيشة في العراق السعيد والوصي القومي العربي عبد الإله كانا في معارضة مستمرة لبعضهما البعض وفشلا في الاتفاق على سياسة اقتصادية متماسكة وتحسينات البنية التحتية أو إصلاحات داخلية أخرى
في عام 1950 أقنع السعيد شركة البترول العراقية بالزيادة العائدات المدفوعة للحكومة العراقية وتطلع السعيد إلى عائدات النفط المتزايدة لمملكة العراقية الهاشمية لتمويل التنمية ودفعها قرر أن 70 في المائة من عائدات العراق من النفط سيخصص لتطوير البنية التحتية من قبل مجلس التنمية مع ثلاثة مستشارين أجانب من إجمالي ستة أعضاء أثار هذا الوجود الأجنبي رفضًا شعبيًا لسياسة السعيد على الرغم من المشاعر المعادية للغرب تجاه النفط والتنمية وظف السعيد اللورد سالتر خبير اقتصادي وسياسي بريطاني سابق لتحقيق في آفاق التنمية في العراق لأن إعادة تخصيص عائدات السعيد النفطية بدت غير فعالة واصل اللورد سالتر تقديم اقتراحات حول كيفية تنفيذ مشاريع التنمية على الرغم من الكراهية العراقية الهائلة لوجوده
السياسة
خلال الحرب العالمية الثانية أعاد البريطانيون احتلال العراق وفي عام 1947 من خلال المعاهدة الأنجلو-عراقية لعام 1948 (المعروفة أيضاً باسم معاهدة بورتسموث) في 15 يناير تفاوض صالح جبر على الانسحاب البريطاني من العراق تضمنت هذه الاتفاقية مجلس دفاع بريطاني وعراقي مشترك للإشراف على التخطيط العسكري العراقي واستمر البريطانيون في السيطرة على الشؤون الخارجية العراقية كان العراق لا يزال مرتبطاً بالبريطانيا العظمى من أجل الإمدادات العسكرية والتدريب كان من المقرر أن تستمر هذه المعاهدة حتى عام 1973 وهي فترة 25 عاماً لم يستطع القوميون العرب في المملكة العراقية الهاشمية قبولها كرد فعل قوي على المعاهدة الأنجلو عراقية لعام 1948 قاد القوميون العرب تمرد الوثبة بعد ذلك بعام احتجاجاً على استمرار الوجود البريطاني في العراق رفض السعيد معاهدة بورتسموث لاسترضاء المتمردين العراقيين والقوميين العرب
في عام 1955 دخل العراق في حلف بغداد مع إيران وباكستان وتركيا كانت الاتفاقية اتفاقية دفاعية بين الدول الأربع وصادقت عليها المملكة المتحدة والولايات المتحدة باعتبارها إستراتيجية الحرب الباردة المناهضة لشيوعية لكنها استاءت بالشكل كبير من قبل العراقيين بالشكل عام رأت مصر في ميثاق بغداد بمثابة استفزاز وتحدي لهيمنتها الإقليمية في عام 1956 عندما قامت مصر بالتأميم قناة السويس ازداد توتر العلاقات العراقية المصرية عندما غزا البريطانيون والفرنسيون والإسرائيليون مصر كان على العراق كالحليف لبريطانيا أن يدعم الغزو حقيقة أن العلاقات الإمبريالية جرّت العراق إلى دعم هذا الغزو للأراضي العربية أدت إلى رفض واسع النطاق بين الشعب العراقي الذي تعاطف إلى حد كبير مع مصر واستجاب للأيديولوجية القومية العربية لقد شعروا أن غزو مصر كان علامة أخرى على العدوان الغربي والهيمنة على المنطقة
وبالمثل عندما اتحدت مصر وسوريا لتشكيل الجمهورية العربية المتحدة تحت راية القومية العربية عام 1958 وجد السياسيون العراقيون أنفسهم في موقف ضعيف لم يكن لقادة العراقيين مصلحة في الاتحاد مع مصر وبدلاً من ذلك اقترحوا وصدقوا على اتحادهم العربي مع الأردن الهاشمي في مايو 1958 أيدت بريطانيا العظمى والولايات المتحدة علناً هذا الاتحاد لكن العديد من العراقيين كانوا يشككون في هدفه واعتبر الاتحاد العربي الهاشمي أداة أخرى لسيدهم الغربي
الأسلاف
كان الهدف الأساسي للانقلاب هو تحرير العراق من علاقاته الإمبراطورية مع بريطانيا والولايات المتحدة سيطرت القوى الغربية على جميع قطاعات الحكم العراقي السياسة الوطنية والإصلاح والسياسة الإقليمية مع جيرانها العرب وغير العرب والسياسات الاقتصادية كالقاعدة عامة كان الكثير من العراقيين مستائين من وجود القوى الغربية في المنطقة وخاصة البريطانية علاوة على ذلك لا يمكن فصل الحكم الملكي الهاشمي عن صورة السادة الإمبرياليين وراء النظام الملكي كافح النظام الملكي من أجل الحفاظ على السلطة خلال انتفاضة الوثبة عام 1948 وانتفاضة العراق عام 1958
يتصاعد الخلاف
أصبح عدد متزايد من النخب المتعلمة في المملكة العراقية الهاشمية مفتونين بالمثل العليا التي تبنتها حركة عبد الناصر العربية وجدت أفكار القومية (القومية) العديد من الأتباع الراغبين لا سيما ضمن طبقات الضباط في الجيش العراقي اعتبرت سياسات آل سعيد لعنة من قبل بعض الأفراد داخل القوات المسلحة العراقية وبدأت مجموعات المعارضة تتشكل على غرار حركة الضباط الأحرار المصريين التي أطاحت بالنظام الملكي المصري في عام 1952
على الرغم من جهود السعيد لقمع الاضطرابات المتزايدة داخل الرتب العسكرية (مثل البرامج الاقتصادية المصممة لإفادة طبقة الضباط والصفقات السمسرة مع الولايات المتحدة لتزويد الجيش العراقي) فقد ضعف موقفه بالشكل كبير بسبب أحداث أزمة السويس عانى السعيد لارتباطه ببريطانيا بدا دور الأخير في الأزمة بالمثابة لائحة اتهام دامغة لسياساته الوطنية على الرغم من جهود السعيد لإبعاد نفسه عن الأزمة فقد ألحق الضرر بالمنصبه أصبح العراق معزولاً داخل العالم العربي كما أبرز ذلك استبعاده من معاهدة التضامن العربي في كانون الثاني (يناير) 1957 استفادت أزمة السويس من قضية عبد الناصر العربية بينما قوضت في نفس الوقت هؤلاء القادة العرب الذين اتبعوا السياسة الموالية لغرب تراجعت سياسات آل سعيد بالقوة داخل المعسكر الأخير ونمت المعارضة السرية لحكومته بشكل مطرد في أعقاب السويس
بناء لأزمة
في 1 فبراير 1958 عززت مصر وسوريا الحركة القومية العربية بشكل لا يقاس بإعلان أنهما توحدتا باسم الجمهورية العربية المتحدة (UAR) كانت هذه الخطوة حافزاً لسلسلة من الأحداث التي بلغت ذروتها في الثورة في العراق أدى تشكيل الجمهورية العربية المتحدة وخطاب عبد الناصر النبيل الداعي إلى عالم عربي موحد إلى تحفيز الوحدة العربية في كل من المملكة العراقية الهاشمية والمملكة الأردنية الهاشمية حاولت حكوماتهم شيئاً من الرد بإنشاء الاتحاد العربي الهاشمي في 14 فبراير اتحاد الدولتين لكن القليل منهم اعجب بالرد فعل المفاجئ على الجمهورية العربية المتحدة
انضمت المملكة المتوكلية اليمنية (اليمن الشمالي) إلى الجمهورية العربية المتحدة بعد فترة وجيزة من تشكيلها ثم تحول الاهتمام إلى لبنان حيث قامت سوريا برعاية الحركة القومية العربية في حملتها للحرب الأهلية ضد حكومة كميل شمعون الموالية لغرب أدرك السعيد أن هزيمة شمعون ستترك العراق والأردن معزولين لقد عزز حكومة شمعون بالمساعدة طوال مايو ويونيو 1958 وبالصورة أكثر مصيرية حاول دعم الأردن بالوحدات من الجيش الملكي العراقي وهي الخطوة التي كانت حافزاً مباشراً للانقلاب
ثورة 14 تموز
قادة ثورة 14 يوليو 1958 في العراق ومنهم خالد النقشبندي (الصف الأمامي اليسار) عبد السلام عارف (الصف الخلفي الثاني من اليسار) عبد الكريم قاسم (الصف الخلفي الثالث من اليسار) ومحمد نجيب الربيعي (الصف الخلفي الخامس من اليسار) كما يوجد ميشال عفلق (الصف الأمامي الأول من اليمين)
في 14 يوليو 1958 أطاحت مجموعة عرفت باسم الضباط الأحرار وهي مجموعة عسكرية سرية بالقيادة العميد عبد الكريم قاسم بالنظام الملكي كانت هذه المجموعة ذات طابع عربي بالشكل ملحوظ قُتل الملك فيصل الثاني والأمير عبد الإله ونوري السعيد
جثتا مشوهة للأمير عبد الإله من الحجاز (يسار) ورئيس الوزراء نوري السعيد (يمين) نص بالعربية : الأمير عبد الإله يعلق ويقطع بالسكاكين الشاورما باشا نوري السعيد يسحبها
كان الضباط الأحرار مستوحى من الضباط الأحرار المصريين الذين أطاحوا بالنظام الملكي المصري في عام 1952 وقد مثلوا جميع الأحزاب وعبروا الفصائل السياسية كان قاسم أحد أفراد الجيل الذي أطلق الثورة في مصر ونشأ في عصر انتشر فيه التطرف والعروبة في المدارس بما في ذلك المدارس الثانوية والأكاديميات العسكرية كالمجموعة كان معظم الضباط الأحرار من العرب السنة الذين جاءوا من الطبقة الوسطى الحديثة استلهم الضباط الأحرار عدداً من الأحداث في الشرق الأوسط في العقد السابق لعام 1952 كانت حرب عام 1948 ضد إسرائيل تجربة زادت من إحساس الضباط الأحرار المصريين بالواجب فهموا مهمتهم على أنها الإطاحة بالأنظمة الفاسدة التي أضعفت الأمة العربية الموحدة وألقت بالبلدانهم في محنة نجاح الضباط الأحرار في الإطاحة بالنظام الملكي المصري والاستيلاء على السلطة عام 1952 جعل عبد الناصر مصدر إلهام
كانت مجموعة الضباط الأحرار في العراق منظمة سرية وكان جزء كبير من التخطيط والتوقيت باليد قاسم ومساعده العقيد عبد السلام عارف سعى الضباط الأحرار إلى ضمان دعم عبد الناصر ومساعدة الجمهورية العربية المتحدة لتنفيذ الثورة لأنهم كانوا يخشون أن يقوم أعضاء حلف بغداد في وقت لاحق بالإطاحة بالضباط الأحرار كرد فعل على الانقلاب لم يقدم ناصر سوى الدعم المعنوي الذي ظلت أهميته المادية غامضة لذلك لم يكن لمصر دور عملي في الثورة العراقية
كان إرسال وحدات الجيش العراقي إلى الأردن لصالح اثنين من الأعضاء الرئيسيين في حركة الضباط الأحرار العراقيين عارف وقائد الحركة قاسم تم إرسال الكتيبتين العراقيتين 19 و20 من الفرقة الثالثة (العراق) (الأولى تحت قيادة قاسم والأخيرة بما في ذلك كتيبة عارف) لتقدم في مسيرة إلى الأردن على طول طريق يمر بالبغداد وهكذا تم عرض فرصة الانقلاب على المتآمرين واغتنمها
سار عارف على بغداد مع اللواء 20 وسيطر على العاصمة (بالمساعدة العقيد عبد اللطيف الدراجي) بينما بقي قاسم في الاحتياط مع اللواء التاسع عشر في جلولاء
في الساعات الأولى من يوم 14 يوليو سيطر عارف على محطة البث في بغداد والتي كانت ستصبح قريباً مقر الانقلاب وبثت أول إعلان لثورة شجب عارف الإمبريالية والعصبة الحاكمة وأعلن جمهورية جديدة ونهاية النظام القديم وأعلن مجلس سيادة مؤقتاً من ثلاثة أعضاء لتولي مهام الرئاسة ووعد بانتخابات مستقبلية لرئيس جديد
ثم أرسل عارف مفرزتين من كتيبته إحداهما إلى قصر الرحاب لتعامل مع الملك فيصل الثاني وولي العهد عبد الإله والأخرى إلى منزل نوري السعيد وعلى الرغم من وجود صدع الحرس الملكي في القصر إلا أنه لم تُبد مقاومة بأمر من ولي العهد من غير المؤكد ما هي الأوامر التي صدرت إلى مفرزة القصر وما هو مستوى القوة الذي قاموا بالتفصيله
في حوالي الساعة 8:00 صباحاً كان الملك وولي العهد والأميرة هيام (زوجة عبد الإله) والأميرة نفيسة (والدة عبد الإله) والأميرة عبادية (عمة فيصل) وأفراد آخرين من العائلة المالكة العراقية والعديد من أفراد العائلة المالكة قُتل أو جُرح الخدم أثناء مغادرتهم القصر فقط الأميرة هيام نجت على الرغم من عدم وضوح كيف ولماذا فعلت مع زوالهم انتهت السلالة الهاشمية العراقية في هذه الأثناء انزلق السعيد مؤقتاً عن شبكة خاطفيه المحتملين من خلال الهروب عبر نهر دجلة بعد أن تم تنبيهه من صوت إطلاق النار
بالحلول الظهر وصل قاسم إلى بغداد مع قواته وأقام مقراً في مبنى وزارة الدفاع تحول اهتمام المتآمر الآن إلى العثور على السعيد خشية أن يهرب ويقوض النجاح المبكر للانقلاب تم تقديم مكافأة قدرها 10000 دينار عراقي مقابل القبض عليه وبدأت عملية بحث واسعة النطاق في 15 يوليو/تموز شوهد في أحد شوارع حي البطاوين بالبغداد وهو يحاول الهروب متنكرا في عباءة امرأة تم إطلاق النار على آل سعيد وشريكه ودُفن جسده في مقبرة باب المعظم في وقت لاحق من ذلك المساء
استمر عنف الغوغاء حتى بعد وفاة السعيد بالدافع من عارف لتصفية الخونة خرجت حشود لا يمكن السيطرة عليها إلى شوارع بغداد ونُقلت جثة عبد الإله من القصر وشُوِّهت وجُرَّت في الشوارع وشُنقت أخيراً خارج وزارة الدفاع قُتل العديد من الرعايا الأجانب (بمن فيهم مواطنون أردنيون وأمريكيون) كانوا يقيمون في فندق بغداد على يد الغوغاء لم يهدأ عنف الغوغاء الجماهيري حتى فرض قاسم حظر التجول والذي لم يمنع حتى الآن نزع جثة السعيد وتشويهها واستعراضها في الشوارع في اليوم التالي لدفنها
ما بعد الثورة
حشد من الرجال والجنود وسط مدينة عمان الأردن يشاهدون تقريراً إخبارياً عن الإيداع 14 يوليو 1958
فاجأ الانقلاب المفاجئ لعبد الكريم قاسم الحكومة الأمريكية أخبر مدير وكالة المخابرات المركزية (سي آي إيه) ألين دالاس الرئيس دوايت أيزنهاور أنه يعتقد أن ناصر كان وراء ذلك كما خشي دالاس من حدوث رد فعل متسلسل في جميع أنحاء الشرق الأوسط وأن حكومات العراق والأردن والمملكة العربية السعودية وتركيا وإيران ستكون محكوم عليها بالفشل مثلت الملكية الهاشمية حليفاً موثوقاً به للعالم الغربي في إحباط التقدم السوفيتي لذلك أضر الانقلاب بالموقع واشنطن في الشرق الأوسط في الواقع رأى الأمريكيون ذلك من منظور وبائي
حصد قاسم أعظم الأجر بتعيينه رئيساً لمجلس الوزراء ووزيراً لدفاع أصبح عارف نائباً لرئيس مجلس الوزراء ووزيرا لداخلية ونائباً لقائد العام
بعد ثلاثة عشر يوماً من الثورة أُعلن عن دستور مؤقت بانتظار صدور قانون أساسي دائم بعد استفتاء حر وفقاً لوثيقة كان العراق جمهورية وجزءاً من الأمة العربية وتم إدراج دين الدولة الرسمي على أنه الإسلام تم إلغاء كل من مجلس الشيوخ ومجلس النواب تناط السلطات التشريعية بالمجلس الوزراء بالموافقة مجلس السيادة كما أنيطت الوظيفة التنفيذية بالمجلس الوزراء
انتفاضة الموصل 1959
في 9 مارس 1959 ذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن الوضع في العراق كان في البداية مرتبكاً وغير مستقر مع تنافس الجماعات المتنافسة على السيطرة عبر التيارات الشيوعية والقومية العربية والعراقية ومعاداة الغرب والحياد الإيجابي (لرئيس جمال عبد الناصر من الجمهورية العربية المتحدة يؤثر على البلاد)
كان يرأس الجمهورية العراقية الجديدة مجلس ثوري كان على رأسه مجلس سيادة مكون من ثلاثة رجال يتألف من أعضاء الجماعات العرقية الطائفية الرئيسية الثلاث في العراق كان محمد مهدي كبة يمثل السكان الشيعة خالد النقشبندي الأكراد ونجيب الربيعي من السكان السنة تولى هذا المجلس الثلاثي دور الرئاسة تم تشكيل مجلس وزراء مكون من طيف واسع من الحركات السياسية العراقية بما في ذلك ممثلان عن الحزب الوطني الديمقراطي وعضو عن حزب الاستقلال وممثل عن حزب البعث وماركسي
بالحلول مارس 1959 انسحب العراق من حلف بغداد وأقام تحالفات مع الدول ذات الميول اليسارية والدول الشيوعية بما في ذلك الاتحاد السوفيتي بسبب اتفاقهم مع الاتحاد السوفيتي سمحت حكومة قاسم بالتشكيل حزب شيوعي عراقي
تعليقات
إرسال تعليق